في
بداية هذا المقال أحب أن أشير الى السبب الذي دفعني لكتابة هذا المقال
لجمهور الزمالك ، وعدم البحث عن كيفية الفوز للأهلي على الزمالك ،وذلك
لعدة أسباب :
أولا - لأن الأهلي هو الفريق الذي يفوز في اللقاءات السابقة كلها ....وهو لا يحتاج من أحد أن يرشده الى طريقة للفوز .
ثانيا - ان الزمالك هو الفريق الذي بحاجة الى الفوز للصعود وتفادي الخروج
....أما الأهلي فقد ضمن بنسبة كبيرة الصعود الى الدور المقبل ، ومن مصلحة
الكرة المصرية أن نجد فريقين مصريين في نصف النهائي وربما في النهائي .
ثالثا - أن من واجب الصحافة ان تشير الى مكان الخلل في أي مكان ، والخلل
في هذه الفترة موجود في نادي الزمالك وليس في النادي الأهلي .
بعد هذه البداية ...يجب علينا أن نضع في عين الاعتبار بأنه لا يوجد طريقة
في العالم تضمن فوز اي نادي أو فريق على الأخر بنسبة 100% ، ولكن على
الجميع لاعبين وادارة وجماهير العمل على توفير كل مصادر القوة ...وتجنب
مصادر الضعف قدر الامكان لتحقيق أعلى نسبة ممكنة من احتمالات الفوز .
ولكن ما سأقوله الأن قد لا يتقبله جزء كبير من القارئين وخصوصا
....الجماهير الزملكاوية "بشكل خاص" ، لأنني سأطالب جماهير الزمالك بأن لا
تطالب لاعبوا الزمالك بالفوز في المباراة القادمة امام الأهلي .
قد يظن البعض أن ما أقوله هو ضربا من الجنون أو محاولة لعمل فرقعة اعلامية
، ولكن في حقيقة الأمر ...أنا لا أتحدث عن شيء غير منطقي...لأن كل ما
أقوله بناء على نظريات علمية بحتة .
فمن المعروف في الطب النفسي بشكل عام " ليس على الكرة فقط وانما على جميع
نواحى الحياة " بان هناك مؤشرا أو علاقة تربط بين كفاءة الأداء
"performance" , و الدافعية "motivation" .
والعلاقة بين العاملين الأداء performance والدافعية motivation علاقة
طردية ، أي أنه كلما زاد الدافع لدى الانسان أو الكائن الحي تحسن أدائه
بشكل ملحوظ ، وتظل العلاقة على هذا الحال حتى يصل المؤشر الى نقطة ما
فتصبح العلاقة عكسية .... أي أنه كلما زاد الدافع motivation كلما قل
الأداء performance حتى يصل الاداء الى نقطة الصفر .
ويمكننا أن ناخذ مثالين اما الاول فهو عندما تمرر الكرة لأحد اللاعبين
والمرمى خالي من أمامه فيقوم بتسديد الكرة خارج الملعب ، وهو ان دل فانه
يدل على هبوط في مؤشر الأداء بقوة نتيجة الزيادة الواضحة في الدافع وهو
احراز الهدف ، ولعلنا جميعا قد علقنا على مثل هذه الكرات قائلين : " لو
أتته هذه الكرة 100 مرة في التدريب لوضعها داخل الشباك " ودعونا ننتبه الى
كلمة " تدريب " لان التدريب لا يوجد فيه ضغط نفسي كبير على اللاعبين ،
ولعل دروجبا في كأس الأمم الأفريقية خير مثال على ذلك ، أو فلافيو في
بدايات ظهوره مع الأهلي .
والمثال الأخر فهو في غاية البساطة ...عند الخطر يصبح رد فعل الانسان وحسن
تصرفه أفضل مئات المرات من الوضع العادي ، ولكننا قد رأينا حالات الانتحار
في 11 أحداث سبتمبر والتي كان سببها الأول زيادة الدافعmotivation لدي
الانسان في الحياة عن اللزوم ، وهو ما دفعه الى ارتكاب عمل أحمق وهو عكس
ما يريد فعله تماما " النجاة من الموت " .
وتختلف هذه النقطة التي يبدأ فيها المؤشر بالهبوط من شخص الى أخر وحسب
الظروف المحيطة بالشخص وأشياء عدة ، ولكن ما نستطيع أن نستخلصه هو أنه "
وبغض النظر عن المستوى الفني للاعبي الزمالك " فأن هناك ضغوطا هائلة على
اللاعبين لا تخفى على أحد قد تكون هي أحدى أهم أسباب فشل الزمالك في
التفوق على الأهلي في الفترة الأخيرة .
ونحن جميعا على علم تام بهذه النظرية ولكننا نستخدم لها الفاظا مختلفة
.... كـ " الضغوط الاعلامية - الضغط النفسي - فقدان الثقة - علو
كعب....إلخ " ، وهذا هو ما دفع العديد من الاندية الأوربية الى الاستعانة
بأخصائيين نفسيين للقيام بعملية التوازن من الناحية النفسية حتى لا تزداد
الضغوط على اللاعبين ، في حين نظل نحن المصريين والعرب نستعلي على دور
الطبيب النفسي ونمنح هذه المهمة للجهاز الفني ، الذي إما أنه لا يجيد لعب
هذا الدور ...، أو أنه يصبح بين نارين , وهما زرع روح الحماسة في قلوب
اللاعبين ومطالبتهم بالفوز ، أو أن يقلل من الدافعية عندهم ليزيل عنهم
التوتر !!!!!؟؟؟؟
وقد وجدنا في مصر بأن من أكثر المدربين نجاحا هم من يستطيعون اللعب على
الوتر النفسي لدى اللاعبيين ، ولعل أبرز من تفوق في هذا الأمر " حسام حسن
" الذي نجح أن يفوز على الأهلي بمجموعة من اللاعبين " المتواضعون فنيا "
وبإكتساح واضح .... وهو ما يدفعنا الى التسائل : ما هو الفارق بين
الامكانيات الفنية بين لاعبوا الزمالك والمصري ؟؟؟
بالطبع الفارق نفسي وليس فني ....، فلاعبوا المصري لن يلومهم أحد على خسارتهم أمام الأهلي .
وعلى النقيض تماما يأتي النادي الأهلي ... فجماهيره لا تضغط عليه من أجل
الفوز " الذي شبعت منه " ، ولكن الخطر يأتي من اللامبالاة ...والتي يعرف
مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي كيفية التعامل معها بعدة طرق كـ
الاستبعاد من تشكيلة الفريق - وضع أهداف وتحديات قصيرة ومتوسطة وبعيدة
الأجل كي لا يصاب اللاعب في الحالة الأولى بالتشبع أو في الحالة الأخيرة
بالملل .
فعلى جماهير الزمالك أن تكتفي بأن " تطلب من فريقها لعب كرة نظيفة وجميلة
أمام الأهلي ...وبأن النتيجة لا تهمها بقدر الأداء " ، ولا يجب أن تخاف
الجماهير من هذه الطريقة في التعامل ، لأن الجهاز الفني والاعلام قد قاما
بعملية شحن كبيرة للاعبين ، واللاعبون سيسعون بالتأكيد للفوز باللقاء من
أجل الفوز وارضاء الجماهير لأن " شكلهم بقى وحش قوي " ، حتى وان كان هناك
خللا في امكانيات اللاعبين ، فعل الجميع أن يسعى لاستخلاص أفضل ما يمكن من
اللاعبين ... ومن يقول بأن اللاعبون لا يبالون بالفوز في اللقاء ...فهو من
فقد عقله بالتأكيد .[/color][/size]